وراء الشمس
منيرة القديري
وراء الشمس
2013
قناة فيديو فردية
صوت، 10 دقائق
مجموعة فن جميل
فيلم فيرنر هيرتزوغ (Werner Herzog) “دروس الظلام” (Lessons of Darkness)، المُحقّق في العام 1991 إثر نهاية حرب الخليج، يُصوّر حقول نفط الكويت المُشتعلة بعد أن أضرم النار فيها الجنود العراقيّون المنسحبون، في فعلٍ اعتبره كثيرون أسوأ أذًى بيئيًّا متعمّدًا في التاريخ. ويتألّف فيلم هيرتزوغ بمعظمه من مشاهد جويّة بانوراميّة شاملة ملتقطة من طائرة عموديّة يظهر ظلّها على الأرض للحظات قليلة. والفيلم الذي يستلهم أجواءه من اقتران النار بفكرة الجحيم، ومن إحالات توراتيّة، وقالبٍ مشهديّ جماليّ مترافق مع موسيقى أوبراليّة تستحضر ما يفترضه الخيال الغربيّ تحديدًا عن يوم القيامة، يقومُ بفصل الحدث عن التاريخ والجغرافيا. في المقابل يأتي عمل منيرة القديري “وراء الشمس” (2013) (Behind the Sun)، بعد نحو عقدين من الزمن، ليُعيد الحدث إلى سياقه التاريخيّ عبر استخدام مواد أرشيفيّة محليّة مُعاصرة. ويتألّف فيديو القديري من مشاهد “في أتش أس” (VHS) مُهتزّة عَثرت عليها، التقطها صحافيّ محلّي، وتصوّر من موقع أرضيّ حقولَ النفط المشتعلة، حيث تبدأ المشاهد بلقطات متتابعة أُخذت من نافذة السيّارة التي يقودها الصحافيّ، وتتقدّمُ في طريق خربٍ نحو مواقع الحرائق. وأضيف إلى تلك المشاهد تلاوة بصوت جهوريّ يعرفه الكويتيّون لمقاطع من شعر صوفيّ مُستلّة من أرشيف التلفزيون الوطنيّ الكويتيّ، حيث يتجلّى الخالق في تلك القصائد العرفانيّة في أسمى خوارق الطبيعة. ويضفي هذا التداخل بين الصور والتلاوة جوًّا من الإلتباس في مشهد نيران النفط المُضطرمة والمنبثقة بغموض من الأرض، حيث تُستحضر دَلالات إبليسيّة وإلهيّة، كما في عبادة النار بالديانة الزرادشتيّة.
منيرة القديري(1983,الكويت)مقيمة في برلين ألمانيا و بيروت لبنان
منيرة القديري فنانة بصرية تستكشف في أعمالها الهويات الجندرية غير التقليدية، والثقافات النفطية ومستقبلها المحتمل، فضلاً عن موروثات الفساد. تلقّت تحصيلها العلمي في اليابان حيث نالت دكتوراه في فنون الوسائط الإعلامية من جامعة الفنون في طوكيو، وتركّزت أبحاثها على احصاءات الحزن في الشرق الأوسط النابعة من الشِّعر والموسيقى والفنون والممارسات الدينية
كن عضواً